يمثل الاحتفال بالذكرى الخامسة والأربعين لتاناغرا أكثر من مجرد محطة زمنية، بل هي مناسبة للتأمل في إرث عريق صاغته الحرفية والفنون الثقافية وفن الصنعة الأوروبية الرفيعة (savoir-faire)، بما تحمله من خبرات متوارثة عبر الأجيال. لقد ارتسمت ملامح هذه المسيرة بفضل الدور العريقة التي صنعت قصتنا وأثرت مسيرتنا: كريستوفل، لاليك، بيرناردو، باكارا، ودوم. وفي صميم هذا الاحتفال يقف الحرفيون والمبدعون، أولئك الذين تمزج رؤيتهم ومهارتهم بين المادة الخام وروح الإبداع، ليحوّلوها إلى قطع خالدة تتجاوز حدود الزمن. إن أعمالهم تمثل حواراً متجدداً بين الجمال والثقافة والابتكار والتقاليد، لتؤكد لنا أن الفخامة لا تكمن فقط في ما نقتنيه، بل في القصص التي تنسجها هذه التحف وتورّثها للأجيال.
على مدى خمسة وأربعين عاماً، ترسّخت صورة تاناغرا كمعلم ثقافي بارز في منطقة الشرق الأوسط، ومكان يجد فيه فن العيش الراقي موطناً له. فمنذ بداياتها الأولى، شكّلت جسراً يربط بين فنون الحرفية الأوروبية الرفيعة (savoir-faire) والذائقة الإقليمية، لتقدّم لعشاق الجمال أروع إبداعات الكريستال والبورسلان والفضة من أعرق الدور العالمية. لقد كانت ولا تزال مساحة يلتقي فيها الجمال والتراث والثقافة معاً. واليوم، ونحن نتطلع إلى المستقبل، تبقى رسالتنا ثابتة: رعاية الإبداع، والاحتفاء بالتقاليد، وإلهام الأجيال الجديدة بقصص خالدة عن الحرفية والفن الرفيع.